لقد ترك النبي للمقادير اختيار مكان نزوله حيث سيكون لها المنزل
خطره وجلاله.. ففوق أرضه سينهض المسجد الذي تنطلق منه الى الدنيا بأسرها
كلمات الله ونوره.. والى جواره ستقوم حجرة أو حدرات من طين وطوب.. ليس بها
من متاع الدنيا سوى كفاف، أو أطياف كفاف!! سيسكنها معلم، ورسول جاء لينفخ
الحياة في روحها الهامد. وليمنح كل شرفها وسلامها للذين قالوا ربنا الله
ثم استقاموا.. للذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم.. وللذين أخلصوا دينهم
للله.. للذين يصلحون في الأرض ولا يفسجون.
أجل كان الرسول عليه الصلاة والسلام ممعنا في ترك هذا الاختيار للقدر الذي يقود خطاه..
من اجل هذا، ترك هو أيضا زمام ناقته وأرسله، فلا هو يثني به عنقها ولا يستوقف خطاها.. وتوجه الى الله بقلبه، وابتهل اليه بلسانه:
" اللهم خر لي، واختر لي"..
وأمام
دار بني مالك بن النجار بركت الناقة.. ثم نهضت وطوّفت بالمكان، ثم عادت
الى مبركها الأول، وألأقت جرانها. واستقرت في مكانها ونزل الرسول للدخول..
وتبعه رسول الله يخف به اليمن والبركة..
أتدرون من كان هذا
السعيدالموعود الذي برك
...
قراءة التالي »