لمسيح كلمة الله
إن من الامور التى اتفق عليها وعلى الايمان بها كل من المسلمين والمسيحيين فى شأن المسيح هو وصفه بأنه كلمة الله ولا خلاف فى هذا الوصف من حيث المبنى ولكن الاختلاف حدث فيه من حيث المعنى الذى قصده كل فريق فيعتقد المسلمون ان المسيح كلمة الله اى مخلوق مثل سائر المخلوقات بكلمة الله وقوله كن او هو بشارته ونبوءته التى القاها الى مريم عندما بشرتها الملائكه : (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ المقربين (45)) آل عمران.
وأما المسيحيين فاعتقدوا ان كون المسيح كلمة الله اى هو اله واضفوا اليه صفة الالوهيه وانه ازلى وسرمدى مثل الله وانه ليس مخلوق مثل سائر المخلوقات بل هو خالق وبه خلقت السماوات والارض
1 فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.
2 هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ.
3 كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.
يوحنا 1 : 1 – 3
وسوف نأخذ بنصيحة المسيح فى هذا الموضوع عندما قال : ( فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهي التي تشهد لي ) يوحنا 5 : 39
فسوف نفتش الكتب حتى نرى اى الفريقين اصاب الحق وايهما اخطأ وجانبه الصواب .
نبدأ بتعريف كلمة الله كما وردت فى كتب علماء ومفسروا الفريقين :
تفسير الجلالين :
45 – (إذ قالت الملائكة) أي جبريل (يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه) أي ولد (اسمه المسيح عيسى ابن مريم) خاطبها بنسبته إليها تنبيها على أنها تلده بلا أب إذ عادة الرجال نسبتهم إلى آبائهم (وجيهاً) ذا جاه (في الدنيا) بالنبوة (والآخرة) بالشفاعة والدرجات العلا (ومن المقربين) عند الله
تفسير ابن كثير :
هذه بشارة من الملائكة لمريم عليها السلام بأن سيوجد منها ولد عظيم له شأن كبير قال الله تعالى ” إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه ” أي بولد يكون وجوده بكلمة من الله أي يقول له كن فيكون وهذا تفسير قوله ” مصدقا بكلمة من الله ” كما ذكره الجمهور على ما سبق بيانه ” اسمه المسيح عيسى ابن مريم ” أي يكون هذا مشهورا في الدنيا يعرفه المؤمنون بذلك وسمي المسيح قال بعض السلف : لكثرة سياحته وقيل : لأنه كان مسيح القدمين لا أخمص لهما وقيل : لأنه كان إذا مسح أحدا من ذوي العاهات برئ بإذن الله تعالى وقوله تعالى ” عيسى ابن مريم ” نسبة إلى أمه حيث لا أب له ” وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ” أي له وجاهة ومكانة عند الله في الدنيا بما يوحيه الله إليه من الشريعة وينزله عليه من الكتاب وغير ذلك مما منحه الله به وفي الدار الآخرة يشفع عند الله فيمن يأذن له فيه فيقبل منه أسوة بإخوانه من أولي العزم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .
فكلمة الله كما ورد فى تفسير المسلمين معناها البشارة التى بشر الله بها مريم عن طريق ملائكته بولد وهى النبوءه ان يكون وجوده بكلمة الله (اى قوله كن فيكون) من دون زواج ولا التقاء رجل مع امراءه وهى مريم
واما من الجانب المسيحي فى كتاب النبوة والانبياء للاب متى المسكين نقرأ
ما هى النبوة :
هى كلمة الله مُرسله فى حينها الحسن تماما لكشف ضمير الإنسان امام الله أو استحضار وعيه ليُسلط الله عليه نوراً فاحصاً للقلب ومعلناً فكر الله وعلمه بالاشخاص والحقائق الزمنيه وما فوق الزمان للتهذيب والإنذار والتعريف والتوبيخ والإرشاد ليصير الانسان على مستوى مشيئة الله والالتزام بنصيبه المقرر .
ثم يكمل فى شرح ماهى النبوات فى مفهوم شعب الله وطبيعة النبوة حتى يصا الى نتيجة
ولهذا كانت (كلمة الله) تحمل هذا وذاك ، فهى شهادة نبويه لما قاله الله وما عمله الله وما هو مزمع ان يعمله فى التاريخ بآن واحد .
فالانبياء أرسلهم الله ليكونوا عيونا وفماً له فى اليوم الذى يعيشونه على مستوى رؤيتهم للاخلاق فى مستواها الالهى المطلوب ويحركون حركتها بمواهبهم النبويه .
أى أن النبى لا يكتشف بنفسه وبطرقه الخاصة ما يريده الله ، بل ينقل ما يسمعه من كلام الله كلمة كلمة . أى أن الله هــو المتكلم وليس النبى .
(انتهى)
نفهم من كلام وتعريف الاب متى المسكين أن كلمة الله أيضا هى الوحى والنبؤه – البشارة- (ما قاله الله وما عمله وما هو مزمع ان يعمله)
وهذا ما نراه بوضوح ويعلنه الكتاب المقدس أن الكلمة هى الوحى والنبوءه او البشاره فى اكثر من موضع .
أما وحي الرب فلا تذكروه بعد ، لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه ، إذ قد حرفتم كلام الإله الحي رب الجنود إلهنا (ار 23 : 36)
في أيام رئيس الكهنة حنان وقيافا ، كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية (لو 3 : 2)
فأجاب وقال لهم : أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها (لو 8 : 21)
إن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله ، ولا يمكن أن ينقض المكتوب (يو 10 : 35)
بل وحتى الصفه التى اتصف بها المسيح فى الانجيل أن من يؤمن به توهب له الحياة الابديه كما فى يوحنا 3 : 36
الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية ، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله (يو 3 : 36)
ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد ، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية (يو 4 : 14)
نجد النصوص تتحدث على ان من يؤمن بالابن (المسيح) له حياة ابديه ومن يشرب من الماء الذى يعطيه الابن (الايمان بالوحى) له حياة ابديه , فهل هذه الحياة الابدية الموهوبه هى خاصه بالمسيح وحده ؟؟
بل لو اننا تفحصنا النصوص لعرفنا معنى الحياة الابديه وسبب الحصول عليها
الحق الحق أقول لكم : إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ، ولا يأتي إلى دينونة ، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة (يو 5 : 24)
49 لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.
50 وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ، فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هكَذَا أَتَكَلَّمُ».
يوحنا 12 : 49 – 50
فأجاب وقال : مكتوب : ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، بل بكل كلمة تخرج من فم الله (مت 4 : 4)
فأجابه يسوع قائلا : مكتوب : أن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، بل بكل كلمة من الله (لو 4 : 4)
فالنص واضح أن الحياة الابديه توهب بالايمان بكلمة الله (الاب) والعمل بمشيئته وأنه ليست لله كلمة واحده والتى يوصف بها المسيح بل يقول النص بكل كلمة تخرج من فم الله أى ان لله كلام كثير وكل كلام الله يهب للمؤمنين به الحياة الابديه .
نأتى لننظر الى ما ذهب اليه النصارى من كون المسيح هو الكلمة المتجسده وأنه ينفرد عن سائر المخلوقات بهذه الميزة وهذا الوصف , واقول فى البدايه ان وصف المسيح بالكلمه المتجسده ربما لا يختلف عليه المسلمون والمسيحيون اذا كان المقصود به من تجسد الكلمه هو تحولها من كونها ارادة الله ومشيئته الغير منظورة وغير معلومه للناس الى حقيقه واقعه وشيئ معلوم وملموس وكما وصفها الاب متى المسكين ان كلمة الله هى شهادة نبويه لما قاله الله وما عمله وما هو مزمع ان يعمله , فإذا تحولت الكلمه من انها ارادة الله وقضاءه وقدره الغيبى الى واقع وحقيقه ملموسه سمينا هذا تجسد او ظهور للكلمه او ماشابهه من التعريفات التى تعنى تحول الكلمه من الغيب الى الشهاده فربما قبلنا هذا الوصف على انه (بالكلمه صار المسيح وليست الكلمه صارت المسيح وبالكلمه صارت الاشياء وليست الكلمه صارت الاشياء) ولكن ما يعنيه النصارى من ان الكلمه هى بذاتها التى تجسدت وصارت جسدا فهذا ما لا نقبله وما ليس عليه دليل
وفى هذا الامر لا يختلف المسيح عن سائر المخلوقات التى هى كلمة الله وكما قال الله تعالى فى كتابه :
{ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم}
لقمان 27
تفسير ابن كثير :
يقول تعالى مخبرا عن عظمته وكبريائه وجلاله وأسمائه الحسنى وصفاته العلا وكلماته التامة التي لا يحيط بها أحد ولا اطلاع لبشر على كتبها وإحصائها كما قال سيد البشر وخاتم الرسل ” لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ” فقال تعالى ” ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ” أي ولو أن جميع أشجار الأرض جعلت أقلاما وجعل البحر مدادا وأمده سبعة أبحر معه فكتبت بها كلمات الله الدالة على عظمته وصفاته وجلاله لتكسرت الأقلام ونفد ماء البحر ولو جاء أمثالها مددا وإنما ذكرت السبعة على وجه المبالغة ولم يرد الحصر ولا أن ثم سبعة أبحر موجودة محيطة بالعالم كما يقوله من تلقاه من الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب بل كما قال تعالى في الآية الأخرى ” قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ” فليس المراد بقوله” بمثله ” آخر فقط بل بمثله ثم بمثله ثم بمثله ثم هلم جرا لأنه لا حصر لآيات الله وكلماته قال الحسن البصري لو جعل شجر الأرض أقلاما وجعل البحر مدادا وقال الله إن من أمري كذا ومن أمري كذا لنفد ماء البحر وتكسرت الأقلام. وقال قتادة قال المشركون إنما هذا كلام يوشك أن ينفد فقال الله تعالى ” ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ” أي لو كان شجر الأرض أقلاما ومع البحر سبعة أبحر ما كان لتنفد عجائب ربي وحكمته وخلقه وعلمه . وقال الربيع بن أنس إن مثل علم العباد كلهم في علم الله كقطرة من ماء البحور كلها وقد أنزل الله ذلك ” ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ” الآية يقول لو كان البحر مدادا لكلمات الله والأشجار كلها أقلاما لانكسرت الأقلام وفني ماء البحر وبقيت كلمات الله قائمة لا يفنيها شيء لأن أحدا لا يستطيع أن يقدر قدره ولا يثني عليه كما ينبغي حتى يكون هو الذي يثني على نفسه إن ربنا كما يقول وفوق ما نقول وقد روي أن هذه الآية نزلت جوابا لليهود قال ابن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس أن أحبار يهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة يا محمد أرأيت قولك ” وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ” إيانا تريد أم قومك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كلاكما ” قالوا ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة فيها تبيان لكل شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إنها في علم الله قليل وعندكم من ذلك ما يكفيكم ” وأنزل الله فيما سألوه عنه من ذلك ” ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ” الآية . وهكذا روى عكرمة وعطاء بن يسار وهذا يقتضي أن هذه الآية مدنية لا مكية والمشهور أنها مكية والله أعلم وقوله ” إن الله عزيز حكيم ” أي عزيز قد عز كل شيء وقهره وغلبه فلا مانع لما أراد ولا مخالف ولا معقب لحكمه حكيم في خلقه وأمره وأقواله وأفعاله وشرعه وجميع شئونه .
اذا ً كلمات الله التى لا تنفد هى كما قال المفسرون عجائب ربى وحكمته وخلقه وعلمه واقواله وافعاله وشرعه وجميع شئونه .
ولا يختلف المسيح فى كونه موصوفا بكلمة الله عن سائر مخلوقات الله كما ذكرنا ,
يعترض النصارى بالطبع على هذا بقولهم :إذا كان المسيح كلمة الله مثل سائر المخلوقات (اى مخلوق بكلمة كن) ولا فرق بينه وبين سائر المخلوقات فلماذا لا تسمى جميع المخلوقات بكلمة الله مثل المسيح وتفرد المسيح بهذا الوصف ؟؟
نقول ابتداءً أن المسيح لم يتفرد بهذا الوصف بل كما ورد فى الايه السابقه (ما نفدت كلمات الله) قال المفسرون هى عجائب الله وافعاله واقواله وخلقه وعلمه فكل هذا موصوف بكلمة الله
وقد اوضح لنا الله مثَل المسيح عنده انه مثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون : ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ آل عمران 59
وهذا بعد ان تكلم الله فى قرآنه عن المسيح ووصفه بأنه كلمة الله ليوضح لنا ان كون المسيح مخلوق بكلمة الله (كن) بدون اسباب دنيويه ومن امرأه فقط بدون التقاء رجل مع إمرأة ليست اكثر من خلق الله لآدم
والاعتراض من النصارى على هذا التشبيه كون ادم هو اول المخلوقات وبالتالى من الطبيعى ان يكون خلقه ابتداء بدون اب ولا ام واما المسيح فقد جاء فى الدنيا وعالم الماديات وكان يجب ان يلتزم فيه بالمسببات , نقول ان هذه معجزة اراد الله ان يُظهرها فى هذا النبى الذى خلقه الله من ام دون اب (ولا يختلف معنا النصارى ان جسد المسيح مخلوق ومأخوذ من مريم) كما خلق الله ناقة صالح من صخرة فى الجبل بدون التقاء ناقة مع جمل وبدون الاتلزام بالمسببات فى الدنيا وكذلك ثعبان موسى الذى خلقه الله كثعبان حقيقى التهم عصى وحبال السحرة من عصى موسى ثم اعاده عصى مرة اخرى . كما ان تشبيه المسيح بآدم لم يتفرد به القرآن بل جاء فى كتاب النصارى ايضا
هكذا مكتوب أيضا : صار آدم ، الإنسان الأول ، نفسا حية ، وآدم الأخير روحا محييا (1كو 15 : 45)
وفى الترجمه العربيه المبسطه لنفس النص
(يقول الكتاب صار الانسان الاول نفسا ً حية ً . أما المسيح ، آدم الأخير ، فهو روح ٌ محيي) 1 كو 15 : 45
وقد اظهر القرآن وصف المسيح وآدم بكلمة الله لان كلاهما جاء بغير الاعتماد على الاسباب وان خلقهم كان مباشرة من الله من طين ثم قال لهم كن فكانوا كما اراد الله ان يكونوا فأوضح الله أن كلاهما خُلق بكلمة الله مباشرة بدون اسباب ماديه دنيويه .
وكون المسيح جاء فى الدنيا بلا أم نجد ان الكتاب المقدس فى الرساله الى العبرانيين 7 : 1 – 4 يذكر لنا عن شخصيه اخرى هى (ملكي صادق) الذى جاء بلا اب بلا ام وبلا بداية ايام ولا نهاية حياه
1 لان ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن الله العلي الذي استقبل ابراهيم راجعا من كسرة الملوك وباركه 2 الذي قسم له ابراهيم عشرا من كل شيء.المترجم اولا ملك البر ثم ايضا ملك ساليم اي ملك السلام 3 بلا اب بلا ام بلا نسب.لا بداءة ايام له ولا نهاية حياة بل هو مشبه بابن الله هذا يبقى كاهنا الى الابد. 4
فمن قال ان ملكي صادق هذا ليس مخلوق , فقد جعله الها ً , ولكنه مخلوق وكذلك المسيح مخلوق وكونه مخلوق غير مقيد بالاسباب هذا لا يجعله الها ً , وكون الله وصفه بالكلمه ونسب الكلمة اليه سبحانه وتعالى فكذلك خلق الله ناقة صالح بغير تقييد بالاسباب وهكذا سمى الله ناقة صالح التى خلقها من صخرة فى الجبل ناقة الله فنسبها اليه سبحانه وتعالى وهذا لا يعنى انها اله
قال تعالى { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا } الشمس/13
وقال{ هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله } الأعراف/ 73 .
وهكذا نجد ان وصف المسيح بكلمة الله لا تعنى انه الله ولا تضفى عليه صفة الالوهيه ولكن تعنى انه النبوءه او البشارة الله التى بشر بها الملاك مريم وأنه مخلوق من الله بكلمة كن مباشرة من غير الاعتماد على الاسباب والمسببات من أم دون أب كآيه ومعجزه اختص الله سبحانه وتعالى بها هذا النبى الكريم عليه وعلى نبينا محمد الصلاة والسلام .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .